تعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل القومى فى مصر، كما أن الشعب المصرى معتاد على وجود السائحين بين ظهرانيهم منذ القدم، وتتميز مصر بوفرة فى المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، بسبب وفرة المعابد والآثار التي تمت العناية بها واستثمارها للجذب السياحي، كما تتوفر البنية التحتية السياحية التى تشمل الفنادق الكبرى والقرى السياحية، ومكاتب الطيران. وعرفت مصر طوال تاريخها بأنها مقصد للسائحين والجوالة منذ زارها "هيرودوت" في التاريخ القديم مسجلا اندهاشة من اختلافها الشاسع عن بلاده وظلت مصر كذلك طوال تاريخها الوسيط والحديث، غير أن الفراعنة منذ بدايات القرن الماضي قد أضاف سحرا خالصا إليها بجانب ما بها من آثار دينية وحضارية فريدة إضافة إلى ما تتمتع به من موقع جغرافي وسط العالم ومناخها المعتدل صيفاً وشتاءا، وسواحلها السهلة الممتدة، وما بشواطئها من كنوز الشعب المرجانية الفريدة، وهو ما يعد من المزايا النسبية، التي توفر عناصر وضمانات التنافس والتفوق المأمول (الهيئة العامة للإستعلامات، ۲۰۱۰، ص ۱۱). وتتمتع مصر كمقصد سياحى بتنوع مجالات السياحة، التى من أهمها السياحة الثقافية والأثرية باعتبارها من أقدم أنواع السياحة فى مصر حيث الحضارات القديمة ماثلة للعين، وتنطق بما كانت عليه الأمم، التي شيدت تلك الحضارات منذ فجر التاريخ، وعلى الرغم من تعدد أنواع السياحة وامتلاك مصر لمقومات العديد منها .. تظل السياحة الثقافية والأثرية هي المقوم السياحى غير المتكرر أو المتشابه أو القابل للمنافسة نظرا لما تمتلكه مصر، حيث يوجد بها أقدم وأعرق آثار الحضارات المعروفة في العالم أجمع (المرجع السابق، ص ۱۲). أن للتراث اهميته الكبرى فى حياة الأمم، إذ يحمل مقوماتها، التي تثبت على مر الزمن، فمنه حضارتها وتاريخها وشخصيتها المتميزة، ومنه تستمد بقاءها وتطورها وازدهارها الفكرى بل والمادى كذلك، وأن تراثنا القومى شقية - المادى والفكرى - يذخر بنفائس يجب الحفاظ عليها وصيانتها وتوثيقها والإفادة مما تحتويه من قيم معارف (المجالس القومية المتخصصة، ملامح ثروة مصر الأثرية، ۱۹۹۲، ص ۳).